--------------------------------------------------------------------------------
حمامات دمشق.. العودة إلى تقاليد الاستحمام القديمة
السياحة أنقذتها من الاندثار[img]
http://up.arb-up.com/i/00043/u9jt6hwbsy54.jpg[/iاشتهرت مدينة دمشق منذ مئات السنين بوجود الحمامات العامة، أو ما يطلق عليه حمامات السوق، حيث كانت تصلها المياه من نهر بردى وفروعه وقنواته، وكان الدمشقيون يعشقون الاستحمام فيها حتى إنهم ابتكروا مثلا شعبيا يقول (نعيم الدنيا الحمام)، وكانوا يذهبون إليها بشكل دوري.. وتخصص قسم منها كحمام للنساء فقط، في حين خصص القسم الأكبر منها فترات ما بعد الظهيرة وحتى المساء لاستقبال النساء وهو التوقيت الذي ما زالت تعتمده بعض هذه الحمامات حاليا، كما أن الدمشقيين ابتكروا العادات والتقاليد لجعل الحمام ليس مكانا فقط للاستحمام بل ليكون ملتقى لأهل الحي والأصدقاء خاصة في النصف الأول من القرن العشرين المنصرم، حيث انتشرت عادات الضيافة وتناول الغداء في الحمام وهو بشكل خاص أكلة المجدرة التي يحضرها الدمشقيون من البرغل والزيت والعدس، فكانت نساء الحارة التي يوجد فيها الحمام يحضرنها بشكل جماعي ويذهبن مع بناتهن إلى الحمام وكأنه تقليد دمشقي ونزهة للترويح عن النفس، كما ابتكروا طقوس الحمام للعريس والعروس قبل زفافهما، حيث كانت العروس تستحم قبل زفها إلى عريسها مع تقاليد الحنة في الحمام، في حين كان أصحاب العريس يأخذونه إلى حمام السوق ليستحم يوم زفافه ويخرجونه من الحمام بعراضة شامية وأهازيج حماسية ويوصلونه إلى مكان الرجال في حفل الزفاف. ولذلك ازدهرت الحمامات كثيرا في الماضي، حيث عرفت منذ عهد الرومان وفي العصور اللاحقة، وبلغت أوجها في القرن التاسع عشر حيث وصل عددها إلى 200 حمام، ليتقلص فيما بعد إلى 65 حماما تهدم الكثير منها وبقي يعمل منها حاليا 12 فقط، وهذه كان مصيرها أيضا الزوال والانقراض والتحول إلى مطعم أو مقهى لولا إقبال السياح عليها بكثرة في السنوات العشرين الماضية بعد أن هجرها الدمشقيون إلا في المناسبات الاجتماعية والأعياد، ومع حنين البعض لعادات وطقوس الماضي الجميل حيث لم يبق منزل في دمشق إلا وفيه حمام.
دليل السائح إلى أجمل الحمامات الدمشقية: يلاحظ المتابعون أن الحمامات المتبقية في دمشق والتي أنقذتها حركة السياح الأجانب والعرب إلى دمشق يوجد معظمها في أسواق وحارات دمشق القديمة داخل السور وفي الأماكن التي يرتادها السياح بكثرة كمنطقة الأسواق القديمة وباب توما والقيمرية والعمارة وغيرها، ويؤكد هؤلاء المتابعون أن هذه الحمامات بما تحويه من فلكلور وتراث وطرق تقليدية في الاستحمام تجعل السائح المستحم فيها ينطلق من قسم إلى قسم بالتسلسل حسب درجات الحرارة من البراني البارد نسبيا إلى الوسطاني المتوسط الحرارة إلى الجواني المرتفع الحرارة، ليعود ويخرج بعدها بعكس حركة دخوله للمحافظة على حرارة جسمه وليتناول كأس الشاي أو فنجان القهوة في باحة الحمام. وقد حرص بعض أصحاب هذه الحمامات على إدخال الساونا والمساج إليها خدمة للسياح الذين يرغبون بها، كما أن هؤلاء تستهويهم طقوس عمال الحمام في الداخل من حيث التكييس والتلييف، والتي يقوم بها عمال من ذوي الخبرة، حيث يقدمون خدمات صحية للزبون وكأنه في عيادة تدليك ومعالجة فيزيائية. كذلك يقبل عليها السياح لعراقة أبنية هذه الحمامات وتصميمها المعماري القديم وزخارفها الجميلة وألوانها المميزة خاصة في القسم الخارجي والباحة، حيث استقبال الزبائن وتوديعهم فيها، وتتميز جميع حمامات دمشق بوجود بحيرات تزيينية في وسطها ومصطبات عالية لجلوس الزبائن عليها، كما يعلوها سقف مرتفع مع قبب يدخل الضوء منها من خلال فتحات كثيرة عليها زجاج خاص من تصنيع قزازي دمشق ويطلق عليها (القمرات)، وهذه كلها مفردات جميلة تشد السائح وتجذبه ليستحم في حمام سوق دمشق، وليشعر وكأنه يستحم في حضن التاريخ والتراث.
والوصول للحمامات الدمشقية التقليدية ليس صعبا خاصة للمتجولين في القسم القديم من المدينة، ومن أشهر وأجمل هذه الحمامات هناك (حمام نور الدين الشهيد) في سوق البزورية أشهر أسواق دمشق القديمة، حيث يتوسط الحمام السوق المذكورة، ويعتبر من أقدم حمامات دمشق، حيث بني في العهد الزنكي، وفي بدايات القرن العشرين أهمل حتى عام 1975 لتنطلق أعمال ترميمه، وليفتح أبوابه فيما بعد أمام السياح والمستحمين. ويتميز بناء الحمام بثرائه المعماري وغناه بالزخارف، وباب الحمام يقع في الجهة الغربية وينفتح على ممر مغطى بقبوة نصف اسطوانية يؤدي إلى القسم البراني المربع الشكل وتتوسطه بركة ماء تغذى من خزانات الحمام، ويضم أربعة أعمدة حاملة للقبة تشكل أربع مصاطب تظلله ثلاث قباب.
يكسو جدران وأرضية الحمام الرخام المزين بأشكال هندسية جميلة. وقد حرص مستثمرو الحمام حاليا على توظيف التراث فيه وبكل تفاصيله، ومن ذلك وجود (القباقيب) الشهيرة في مدخل الحمام لينتعلها من يرغب بالاستحمام فيه كما كان في السابق، وكذلك افتتحت بجانب الحمام غرفة صغيرة حولها المستثمرون إلى صالون حلاقة رجالي وعلى الطريقة التراثية، حيث يمكن للزائر للحمام أن يصفف شعره ويقصه قبل أن يأخذ حماما تقليديا أو بعد الاستحمام.
ومن حمامات دمشق الشهيرة هناك (حمام الملك الظاهر) الواقع بجانب المكتبة الظاهرية ويمكن للسائح أن يصل إليه من سوق الحميدية سيرا على الأقدام لمدة ثلاث دقائق فقط، وقبل أن يصل للجامع الأموي ينعطف يسارا باتجاه منطقة الكلاسة، ومن ثم يأخذ الطريق الواصل لحارة السبع الطوالع، حيث يصادفه مبنى الحمام على يمينه، كما يمكنه أن يصل إلى الحمام من شارع الملك فيصل حيث يتجه إلى باب الفراديس ومن ثم مقام الست رقية وبعده إلى حارة السبع الطوالع وفي نهايتها يقع على يساره حمام الملك الظاهر الذي يعود بناؤه لمئات السنين ويتميز أيضا بزخارفه الجميلة وعمارته التراثية.
وهناك حمام الورد الواقع في وسط سوق ساروجة خارج سور المدينة القديمة، وتشهد السوق حركة سياحية نشطة وكذلك الحمام الذي لم يتبق غيره يعمل في السوق، حيث هناك حمام الجوزة في حارة جوزة الحدبا بساروجة والمقابل لمقاهي ساروجة الشهيرة، وهو مبنى مغلق وآيل للسقوط ويحتاج لأعمال ترميم سريعة.. وهناك أيضا حمام الخانجي قرب سوق الهال القديمة في الجهة المقابلة لشارع وجسر الثورة.. وهناك حمام العفيف الذي كتبت على لوحة في مدخله عبارة: «من يطلب العافية من رب لطيف فليقصد حمام العفيف».. ومن حمامات دمشق أيضا حمام السروجي في حي الشاغور، وحمام الشيخ حسن في منطقة السويقة في الطريق المتجه من باب الجابية التاريخي إلى باب مصلى جنوبا وقد كتب على مدخله.
وهناك حمام عز الدين في منطقة باب سريجة التاريخية التي ترتبط بمنطقة باب الجابية.. ومن الحمامات أيضا حمام القرماني قرب ساحة المرجة الشهيرة وجسر الثورة، وكانت تحيط به سوق العتيق، ولكن بعد إزالة السوق وتحويل منطقتها إلى مسطح أخضر ظهر هذا الحمام بشكل واضح وببنائه الواسع الجميل، وأعيد ترميمه في السنوات الثلاث الماضية ليفتتح أبوابه أمام السياح والزوار، وما يميز هذا الحمام الذي ظل يعمل حتى أواخر تسعينات القرن الماضي، أن معظم زبائنه من السياح العرب والخليجيين بشكل خاص، حيث يوجد في منطقة غنية بالفنادق ذات الثلاث والأربع نجوم والشعبية، والتي يؤمها السياح العرب بكثرة. وفي حي العمارة القديم داخل السور هناك (حمام أمونة) الذي ما زال يعمل على طريقة الوقود الخشبي.
ومن حمامات منطقة باب توما الشهيرة هناك حمام البكري الذي يمكن الوصول إليه من طريقين.. فبالنسبة للسائح القادم من ساحة باب توما الأثرية ما عليه إلا أن يأخذ الطريق المتجه لحارة القشلة، وفي بدايته ينعطف يسارا ولمسافة 100 متر يواجهه مباشرة حمام البكري مقابل فندق بيت المملوكة.. ويمكن للسائح القادم من منطقة سوق الحميدية أن يصله عن طريق النوفرة ومن ثم حي القيمرية ليصل إليه بعد نحو ربع ساعة سيرا على الأقدام في الحارات الدمشقية القديمة.
وفي منطقة باب توما أيضا وفي بداية الشارع المتجه إلى باب السلام أحد أبواب دمشق الأثرية السبعة، يوجد حمام (الشيخ رسلان) في حارة الجوزة، وعمره يتجاوز 800 سنة.. ويتميز الحمام بالمحافظة على تراث الاستحمام مع إدخال خدمة الساونا والبخار إليه ليتلاءم مع العصر، وتبلغ مساحته نحو 700 متر مربع.
ولا بد من الإشارة أخيرا إلى أن معظم حمامات دمشق تستثمرها عائلات دمشقية اشتهرت من مئات السنين بتخصصها في هذا المجال، كما أن هناك عمالا في الحمام يتخصص كل واحد منهم بعمل معين، فهناك الناطور الذي يقدم الزبون ما يلزمه من مناشف وصابون وليفة، وهناك المكيس وهو عنصر مهم في الحمام وله فوائد صحية وعلاجية
mg]
صفة دخول الحمام
و أول عمل تقوم به عند دخولك للحمام هو تسليم أغراضك الثمينة لقيم الحمام و يعطيك مفتاح الصندوق الذي وضع فيه أغراضك ... ثم تتوجه لهذه المصاطب المرتفعة و تضع عنك ثيابك و سيلبسك الموظف المسئول هناك الرداء و الإزار الذي يسترك ... و بعد ذلك تنتقل إلى داخل الحمام و سيعطيك الموظف الموجود بالداخل ليفة صغيرة و صابونة من نوع الغار الحلبي و بعد ذلك تتجه إلى الحمام الجواني و هو حار جدا و فيه غرف صغيرة للبخار الحارق!! و يوجد في هذا المكان أوعية من الحجر كبيرة تغرف منها الماء و ترش على جسدك و بيدك الأخرى تفرك جسمك !! بعد ذلك تستطيع الانتقال إلى الحمام الوسطاني إذ تجد المعلم المفرك بانتظارك و سيطرحك أرضا و يقلبك بيده مفركا جسمك مقبلا و مدبرا !!
بعد ذلك عدت إلى الحمام الجواني مرة أخرى للعناية بنفسي و الاستمتاع برش الماء الدافئ و بصراحة ما كان ودي أطلع !
بعدها خرجت من الجواني و توجهت إلى الوسطاني و توضأت وضوئي للصلاة منتظرا قليلا لتتعدل درجة حرارة جسمي ... و هناك وجدت الموظف الذي أعطاني الصابون منتظرا و بيده فوطتين ليلف بهما جسمي و يأخذ المبتلة التي علي ...
و بعد ذلك خرجت من عنده و توجهت للمشلح الذي وضعت فيه ثيابي و هو مكان معتدل في برودته و جاء الموظف نازعا عني الفوطتين بحركة سريعة و مغمضا عينيه بطريقة لطيفة و استبدلهما بفوطتين ناشفتين و وضع على رأسي فوطة ثالثة ... فكنت هكذا !!
و أما وصف الحمام فالصور خير وصف لها لكنني بالتأكيد لم أدخل معي كاميرتي حيث يستحم الناس لكنه كما تعلمون يتكون كغيره من الحمامات المؤلفة من البراني المشلح والوسطاني الفاتر والجواني الحار ومن خزان للمياه وقميم لوقد النار من أماكن الخدمة ... ولمزيد من التفاصيل لمعرفة الأعمال التي يقوم بها العمال داخل هذا الحمامات و مسمياتهم فأنصحكم بكتاب العلامة جمال الدين القاسمي : قاموس الصناعات الشامية ...
أقسام ومخطط الحمام الدمشقي
يتألف الحمام الدمشقي من ثلاثة أقسام
القسم البراني
وهو القسم الخارجي من الحمام أو ما يسمى بالقسم البارد, وفيه يقوم الزبائن بخلع ملابسهم وارتدائها عند الدخول والخروج .
في الأغلب يتكون القسم البراني من باحة تتوسطها بركة ماء ومسقوفة بقبة محاطة بالنوافذ, وفي كافة الجوانب توجد مساطب مفروشة بالأرائك والمساند ومجهزة بالمناشف, ويستريح على تلك المساطب المستحمون بعد انتهائهم وقبل مغادرتهم .
القسم الوسطاني
وهو القسم معتدل الحرارة من الحمام, مسقوف بقباب تحتوي على فتحات زجاجية تتيح لضوء الشمس الدخول, وعلى الجوانب توجد مساطب يستريح عليها المستحمون خلال فترات الاستحمام.
كما يوجد داخله مقصورة النورة ( مكان المراحيض وإزالة الشعر ).
القسم الجواني
وهو القسم الداخلي الحار من الحمام, يتكوم من إيوانين متقابلين يتوضعان على طرفي بيت النار, وضمن كل إيوان يوجد جُرن أو أكثر يحتوي على الماء الساخن الواصل من بيت النار عبر شبكة تجري تحت أرض الحمام, كما يتفرع عن كل من الإيوانين غرف أو مقاصير خاصة تحتوي كل منها على الجرن الخاص بها.
والقسم الجواني مسقوف بقبة ذات فتحات زجاجية تسمح للضوء بالدخول.
قسم القميم
وهو جناح خارجي مُلحق بالحمام وله مدخل خاص, يتم في هذا القسم تسخين الماء الداخل إلى أقسام الحمام الأخرى, ويحتوي على غرفة لسكن القميمي وأسرته, وكان الوقود المستعمل في إشعال الحمام عبارة عن القمامة المجففة وروث الحيوانات وكل ما هو قابل للاشتعال, ولم يعد في أيامنا هذه دور لهذا القسم نظراً لاختلاف أساليب التسخين.
تقاليد الاستحمام في حمام السوق
يتألف الطاقم العامل في حمام السوق بشكل عام من :
المعلّم : وهو مالك الحمّام أو مستثمره, ويتولى إدارة العمل ضمن الحمام والحفاظ على آداب وأصول المهنة, كما يتسلم من الزبون حوائجه الشخصية خلال فترة الاستحمام , ويتسلم الأجر بعد الانتهاء.
الناطور : مسؤول عن استقبال وخدمة الزبائن داخل الحمام ضمن قسمي البراني والوسطاني , وينوب عن المعلم في حال غيابه, يساعد الزبون في خلع ملابسه ويُقدم له التعتبية ( مجموعة مناشف ), كما يقدم للزبائن المشروبات المتنوعة بعد انتهائهم من الاستحمام .
الريس / المُكيّس : مسؤول عن تلييف وتفريك الزبون بالصابون والماء, ينحصر عمله داخل القسم الجواني , ويجب أن يتحلى بقوة عضلية, وفي الغالب كان يعمل لحسابه الخاص أي أنه يكسب أجره من إكراميات الزبائن ولا أجر له من صاحب الحمّام.
التبع: مسؤول عن تغسيل رأس الزبون ومساعدة المكيّس في عمله ضمن القسم الجواني, ويقوم بتقديم الخدمات المختلفة بين أقسام الحمام كخدمة الزبائن وشطف وتنظيف الأقسام وتجهيز مقصورة النورة ( داخل القسم الوسطاني ), إضافة لمساعدة الناطور في جزء من أعماله .
القميمي : مسؤول عن إيقاد النار وتسخين الماء ويسكن داخل قسم القميم.
الزبّال : يقوم بجمع القمامة وروث الحيوانات من الاصطبلات وتجفيفها قبل تسليمها للقميمي واستخدامها كوقود لتسخين الماء.
وقد لا نجد اليوم في أغلب الحمامات الدمشقية اليوم طاقم العمل السابق ذكره ويقتصر بعض هذه الحمامات على المعلم والمكيس والتبع.
أما إن كان الحمام مخصصاً للنساء فيصبح طقم العاملين في حمام السوق مكوناً من النساء ويكون على الشكل التالي:
المعلمة / الناطورة/ الاسطة ( تقابل الريس عند الرجال )/ و البلانة ( تقابل التبع عند الرجال ).
الأسلوب العام للحمام
يصل الزبون الحمّام ليجد التبع في استقباله في القسم البراني ويقدمه للمعلم الذي يرحب به ويستلم منه الحوائج الشخصية, بعد ذلك يتوجه الزبون نحو الناطور الذي يقدم للزبون حوائج الاستحمام والتعتيبة ( وهي بقجة مناشف ) فيقوم الزبون بلف منشفة على خصره وأخرى على كتفيه ويقوم بوضع ملابسه في خزانة خاصة.
بعد ذلك يتوجه الزبون للقسم الوسطاني فيجلس قليلاً ريثما يتأقلم جسده مع الحرارة قبل الانتقال للقسم الجواني الأكثر حرارة فيجلس خلف أحد الأجران ويبدأ الاستحمام بمفرده أو بمساعدة العاملين في الحمام .
بعد الانتهاء يخرج الزبون للقسم الوسطاني ويجلس فيه قليلاً قبل العودة مجدداً للقسم البراني حيث يحظى باستراحة طويلة يتناول خلالها المشروبات المتنوعة كالشاي والزهورات والملّيسة شتاءً والتوت الشامي والليمون والعرقسوس المُبردين بالثلج صيفاً.
التقاليد الاجتماعية للحمام الدمشقي
كان الحمام الدمشقي أو حمام السوق يشكل جزءاً هاماً من الحياة الاجتماعية للدمشقيين, ولكل حي حمامه الخاص به حيث يجتمع شبان الحي ورجاله في حفلات سمر وطعام ضمن الحمام بشكل متكرر , وهناك مناسبات اجتماعية خاصة كان للحمام الدمشقي دور فيها , فحمام العريس لمن هو مقبل على الزواج في ذات اليوم , إضافة للمناسبات الخاصة التي تقوم العائلة فيها باستئجار الحمام لأفراد العائلة والأقرباء .
وبالنسبة للنساء فحمام السوق هو المكان الأفضل لتمضية الأوقات والنزهات, وفيه تقوم السيدات بالبحث بين الفتيات المرتادات للحمام عن الزوجة المناسبة لولدها,إضافة لحمام العروس وحمام الولادة لمن ولدت مؤخراً.
الحمامات الدمشقية في يومنا هذا
اندثرت الكثير من عادات الاستحمام في يومنا هذا وأصبح حمام السوق حكراً على السياح والغرباء والباحثين عن التراث والأجواء القديمة .
ولم يبقَّ اليوم في دمشق سوى عدد قليل من الحمامات العاملة, وأغلبها مخصص للرجال فقط وبعض منها خصص أياماً و أوقاتاً للنساء.
وهذه قطاع منظورى ,,