--------------------------------------------------------------------------------
يالثارات الحسين
--------------------
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم
عن أبان بن عثمان ، عن زرارة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا زرارة إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدم ، وإن الارض بكت أربعين صباحا بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة ، وإن الجبال تقطعت وانتثرت ، وإن البحار تفجرت ، وإن الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين ، وما اختضب منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيدالله بن زياد لعنه الله ، وما زلنا في عبرة بعده .
وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملا عيناه لحيته ، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة ، ولقد خرجت نفسه عليه السلام فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها ، ولقد خرجت نفس عبيدالله بن زياد ويزيد بن معاوية لعنهم الله فشهقت جهنم شهقة لولا أن الله حبسها بخزانها لاحرقت من على ظهر الارض من فورها ، ولو يؤذن لها ما بقي شئ إلا ابتلعته ، ولكنها مأمورة مصفودة ، ولقد عتت على الخزان غير مرة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت وإنها لتبكيه وتندبه ، وإنها لتتلظى على قاتله ، ولولا من على الارض من حجج الله لنقضت الارض ، وأكفأت ما عليها ، وما تكثر الزلازل إلا عند اقتراب الساعة .
وما عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه ، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ، ووصل رسول الله صلى الله عليه وآله وأدى حقنا ، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي فانه يحشر وعينه قريرة ، والبشارة تلقاه والسرور على وجهه ، والخلق في الفزع وهم آمنون ، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين عليه السلام تحت العرش وفي ظل العرش ، لا يخافون سوء الحساب يقال لهم ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه ، وإن الحور لترسل إليهم أنا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين فما يرفعون رؤسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة وإن أعداءهم من بين مسحوب بناصيته إلى النار ، ومن قائل : " ما لنا من شافعين ولا صديق حميم " وإنهم ليرون منزلهم وما يقدرون أن يدنوا إليهم ، ولا يصلون إليهم ، وإنالملائكة لتأتيهم بالرسالة من أزواجهم ومن خزانهم على ما اعطوا من الكرامة فيقولون نأتيكم إنشاء الله فيرجعون إلى أزواجهم بمقالاتهم ، فيزدادون إليهم شوقا إذا هم خبروهم بما هم فيه من الكرامة وقربهم من الحسين عليه السلام فيقولون : الحمد لله الذي كفانا الفزع الاكبر ، وأهوال القيامة ، ونجانا مما كنا نخاف ، ويؤتون بالمراكب والرحال على النجائب ، فيستوون عليها وهم في الثناء على الله ، والحمد لله والصلاة على محمد وعلى آله حتى ينتهوا إلى منازلهم