الهوية الضائعة ..؟؟
كم كنت مهووساً حين اجتذبتني تلك الفراشة ذات الألوان المزركشة ، حيث كانت تقفز برشاقة ووداعة من وردة لأخرى .. ظلّها الخفيف يستدرج براءتي ، وكلما حلقت علواً ونزولاً ازددت جنوناً بالركض خلفها ، فصرت أهرول وأهرول خلفها بلا عنوان ولا هوية حتى تاهت بي الأفكار واحتارت بي المشاعر .. وبينما أنا هائماً خلف ظلها الجذّاب ، أنظر خلفي إذا بي ضللت طريق العودة ولكن ذلك لم يثني عزيمتي من اللحاق بها وعقدت العزم أن لا أعود إلا متأبطاً بها ، فسحت على وجهي أعربد خلف رقصاتها الساحرة ووقفاتها المتكررة وطنينها الساحر ، وبينما أنا وهي على هذا النحو المتناغم .. فجأة يستقر بها المطاف على غصن زهرة تفوح عبقاً ورحيقاً مختوماً ، التفّ حضن هذه الفراشة بخاصرة الزهرة في وضع عناق هستيري أفقدها الاحساس بوجودي ..؟؟ فدنوت وحدقت بالفراشة وازددت دنواً منها حتى كادت شفتي أن تلتصق بجناحيها الطويلين ، وانتظرت طويلاً أتأمل هذا المنظر البديع على أمل أن يسدل عليه الستار .. إلا أن فراشتي تعيش حالةً أفقدني معها الصبر على الاصطبار ، فما كان مني إلا أن أتجرأ لأتحسس جسمها المكسو بالنعومة !! فانزلقت أناملي لنعومتها ولكن دون جدوى فهي كانت ثملة إثر رحيق تلك الزهرة فلم تشعر بوجودي .. فمنحتها فرصة آخيرة حتى تستفيق من خمرتها ولكنها للأسف فقدت الاحساس بمن حولها ، فعدت مكلوماً أدراجي لعلي أعثر على هويتي التي ضاعت سدى ..؟؟
_________